رب أنزعه من صدري

وَكان َ قلبِي كبِيرا ً مُزْدَحمَا ً بِك ْ ..
ملأتُه ُ منْكَ حدَّ الثَّمَالة ..
واليومَ قدْ ضَاق َ ذَرعَا ً بِي ورفعَ أكفَّه نحْو السَّمِاء
ربِّ إنْزعْهُ منْ سُوَيْدَائِي
وطَّهِّرنِي منْ غُوَايةِ عُشْقي
وبِـ مَاءِ النِّسْيَان إغْسِلنِي
وكمَا إنغَرَسَ إنزَعْهُ منِّي
وإكْفِنِي شرَّ أشْوَاقي

أغمَضْتُ عيْنَاي .. وتَمَرَّدَ صَوْتٌ مخْنُوق بِـ يدِ البَغْتَة
وصَل حُدُودَ البَوحْ وإسْتَحَال الى كُتْلة ِ حجَر يتَدَحْرَجْ
منْ قمَّة الخُذْلآن على سفْحِ وَجَعِي .. يُحَرِّكُ قَبْضَتُهُ
مُلَوِّحَا ً .. صَارِخَا ً منْ جُبِّ حُزْنٍ عَمِيق ْ :

أيُّ ذاكِرةٍ تسْتَجْلبينَها سوَاه ُ هِي تَفَاصِيلٌ معَطَّلة
وكمْ كانتْ ذَاكِرةُ الخَرَابُ غَيرُ وَدُودَة ..
كَـ أحادِيثُ المَجَانِينْ .. أو سَيْرُ النَّائمِين !

لأتحدث الى ذاتي

وَيْحُكُ يَـ أنتِ
أتتَمَنَّينَ خُفْيَةً بِـ أنْ لآ تَهْلكَ زَعَامَة َ عِطْرٍ قَدِيمٍ
على ذَاكِرَتِك ِ .. ؟
أتُقْنِعِينَ ذَاتُكِ بِـ الإبْتِعَادِ وأنتِ مُمْسِكَةٌ بِـ تَلآبِيبِ
قَلبِه .. كَـ منْ يرْمِي شِبَاكُه في أعْمَاقِ البَحْرِ
لِـ حُرْمَةِ الصَّيْدِ في اليَومِ التَّالي على أمَلٍ أنْ
تُمْسِكَ شِبَاكُكِ بِـ ذِكْرى منهُ تسْتَحِثُّ فيكِ الحَيَاة .. !
أتَصْمُتِينَ وانتِ تقْسِمِين الكَوْنَ نِصْفٌ لهُ ونِصْفٌ لهُ
وأنتِ بيْنَ الفَلقَتَيْنِ تَجْتَزِّينَكِ بِـ مُذَكِّرَاتِ / تَقْويمَهُ اليَوْمِي ؟
اتُرَدِّدِينَ ( الهَزِيمَةُ في الحُبِّ نَصْر ) وقدْ قَتَل حَرْفُكِ
الذُّهُول .. وصَمْتُك ِ ألغَى كلَّ الكَلآم .. واعتَنَقْتِ السَّهْر
شَرِيعَةً حتَّى لآ يَزُورَكِ في الأحلآم ؟
اتعْتَقِدينَ أنَّكِ سَـ تَمْتَطِينَ خُيُول َ الإبْتِعاد وأنتِ معَهُ
حُرِمْتِ نِعْمَة النِّسْيَان ؟ وانتِ وَ هوَ بِـ الرَّغْمِ منْ
تَشَابِهُكُمَا في كلِّ شيءٍ إلا أنَكُمَا
كــَـ / ـــشَمْسٍ تَغِيب وَ قَمَرٍ يسْطَع ْ
ثُمَّ مَاذَا ؟ ثُمَّ مَاذَا ؟ ثُمَّ مَاذَا ؟

يابِدْعَةَ الخَوْفِ الكَبِير

ياغصَّاتَ الحَنِين
يادُرُوبَ الوَله والأنِينْ
يا أنَا المتْعِبَة / المُتَطَلِّبَة
صَلِّي أكثَر .. وإحتَالي
على دّهَاءِ قَلبِكِ أكْثَر أكثَر
إرْمِ أشْوَاقَكِ على طَاوِلةِ
وهْمِ اللقَاءْ .. دُونَ انْ
يَجْلِسَ عليْهَا أحدْ !
إمْضِغِي الحَجَر
تَسَكَّعِي على أرْصِفَة العُمْر
طَارِدي أشْبَاح َ الذِّكْرَيَات
أوقِظِيهَا منْ العَدَم !
لآتَأبَهِي لِـ قِطَارٍ فَاتَهُ
مَوْعِدُ السَّفَر ..
فَارِغُ العَرَبَاتِ الا منْ حَدِيثُ الضَّجَر
كُونِي شَجَرَةً بِلآ ظِلآل _ لآيَهُم _
مَزْرُوعة ٌ على مَشَارِفِ الهَجر
تُعَشْعِشُ على غُصُونِهَا غِرْبَانُ السُّكُونْ
أوْشِمِي القَمَر بِـ طْعْمِ خَيْبَاتُكِ
لأنَّهُ سَـ يَظَلُّ قَمَرَا ً ..
فَتِّشِي عنْ شيءٍ سقَطَ منكِ ذَاتَ غِيَاب
إلْتَقِطِيه ودُسِّيهِ في صَدْرِكِ بينَ أضْلُعِكِ
وَجِدَارَ قَلبُكِ وإتْرُكِيهِ مُعَلقَا ً .. بَائسَا ً هُنَاك
يَنْتَظِر ْ رَصَاصَة مُرَاوَغَة ٌ بِـ يدِ النِّسْيَان
إعلَمِي يَا أنا أن طُيُور الحُبِّ حينَ تُغَادِر
لآتعُودُ لِـ مُدُنِ الأحْزَان .. وإنْ عَادت
فَـ هِي مكْسُورَة الجَنَاح ..
وشُمُوعَ العُشْقِ حِينَ يرْكُلُهَا الظَّلآم
بِـ قَدَمِ القَسْوَة تُشْعِل حَرَائِقَ الولَه
تَاركَةً رمَادَا ً تَذْرُوهُ ريَاحَ الحَكَايَا
على أطْلآلِ الوَعَدْ ..
بَعْثِرِي خَلآيَا دَمُكِ .. دَعِيهَ
يَقْفِزْ منْ الشُّرْيَانِ لِـ الوَرِيدْ
زَارِعَا ً شوق .. غَارِسَا ً إنتِظَار
وحَاصِدا ً وهم ..!!
إجْمَعِي أفراحاً منْ هُنَا وهُنَاك
حَيْثُ أتَى أو ْ مرَّ ذَات يوم
وإصْنَعِي عُقْدَا ً ألبِسِيه ِ لِـ لَيَالِ
حُزْنٍ آتِية .. علَّهَا تُضِيءُ سرْمَدِيَّة الوَجَعْ
إفْتَحِي نَافِذَة النُّور ..
إهْتُكِي أسْتَار الإنتِظَار
إرْسُمِي مَلآمِحَ وجْهٍ ترَآءى حُلمَا ً ليْلَ نَهَار
لآتلتفتِي بَاحِثَةً عنْ صَوْتِه في جُمُوع المُتَحَدِّثين
ولآ تُحَدِّقِي في عُيُونِ العَابِرِين .. رُبَّمَا يكُونُ هو
قُولِي لِـ قَلبُكِ المَجْنُونْ أنْ يَسْتَكِين ..
كُفِّي عن ْ تَردِيد ( ربِّ هبْهُ لي كيْفَمَا تَشَاءْ
أو كيْفَما يَكُون )

وإدْعِي

إدْعِي

إدْعِي

ربِّ إنْزَعْهُ منْ صَدْرِي ...